جنيف/روما - أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم عن إطلاق مشروع جديد بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي بدعم من برنامج التعاون بين بلدان الجنوب المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة والصين من أجل مساعدة الدول الجزرية الصغيرة النامية على تعزيز قدراتها ورفع التحديات المشتركة التي تعيق التنمية.
ويغطي المشروع، الذي أُعلن عنه خلال الحوار الرابع حول الحلول الخاصة بالدول الجزرية الصغيرة النامية الذي عقد في جنيف اليوم، فترةً أولية مدتها ثلاث سنوات، من عام 2022 إلى عام 2025، وسيركز على مجالات مثل زيادة الابتكار والرقمنة وتبادل المعرفة لمساعدة الدول الجزرية الصغيرة النامية في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وإجراءات العمل المعجَّل للدول الجزرية الصغيرة النامية (مسار ساموا).
وقالت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة في الكلمة التي ألقتها أمام المشاركين في الحوار: "إن الرسالة التي كان لها الصدى الأكبر خلال حوار اليوم تتمثل في الحاجة الملحة للاستثمار في بناء القدرات واستراتيجيات التكيف والدعم المعزز، لتحويل النظم الزراعية والغذائية للدول الجزرية الصغيرة النامية لكي تصبح أكثر قدرةً على الصمود وكفاءة واستدامة وشمولًا. ويأتي هذا التمويل في الوقت المناسب، ويؤكد من جديد الأولوية العالية التي توليها المنظمة للدول الجزرية الصغيرة النامية ولتحويل نظمها الزراعية والغذائية بغية تحقيق إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل للجميع".
وتُمثّل النظم الإيكولوجية الهشة، وشدة التأثر بتغير المناخ، والكوارث الطبيعية، والصدمات الاقتصادية الخارجية، والبعد عن الأسواق العالمية، وارتفاع معدلات سوء التغذية بأشكاله كافة والأمراض المتصلة بالأغذية بعضًا من التحديات الكثيرة التي تعرقل عملية تنمية الدول الجزرية الصغيرة النامية. وما كان من جائحة كوفيد-19 إلّا أن فاقمت هذا الوضع إذ مارست تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على سبل المعيشة الريفية.
وتساهم كل هذه العوامل في الحاجة إلى الخبرة والدعم الفني، فضلًا عن الاستثمار المالي في إنتاج الأغذية المستدامة وتوزيعها وفي نماذج استهلاكها.
وسيتم تنسيق المشروع من قبل مكتب الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الأقلّ نموًا والبلدان النامية غير الساحلية، بالعمل مع شعبة التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي في المنظمة.
تعزيز تبادل المعرفة من أجل زيادة القدرة على الصمود
من شأن المشاريع المصممة لبناء نظم زراعية وغذائية أكثر قدرة على الصمود، أن تحسّن إدارة موارد مصايد الأسماك، وتعزز التنمية الريفية المستدامة في الدول الجزرية الصغيرة النامية من خلال الخبرات المتبادلة وتقاسم التكنولوجيا مع الشركاء الرئيسيين، كالدول الأعضاء ووكالات الأمم المتحدة والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية ومؤسسات دولية محددة.
وبالإضافة إلى الخبرة والدعم المباشر من جانب جمهورية الصين الشعبية والشركاء المتعاونين الآخرين، سيعزز البرنامج أيضًا تبادل الخبرات بين الدول الجزرية الصغيرة النامية بشأن المسائل المتصلة بتحويل النظم الزراعية والغذائية، في ما بين الأقاليم المختلفة وضمن الإقليم الواحد.
وبالإضافة إلى ذلك، يقضي البرنامج بتنظيم أنشطة تشمل الحوارات/المنتديات المتعلقة بالسياسات، والتبادلات الفنية، والتدريب، ومسابقات الابتكار، والزيارات الدراسية، وغير ذلك من المساعدات المحددة الأخرى المقدمة إلى الدول الجزرية الصغيرة النامية التي تدعمها منظمة الأغذية والزراعة.
الدور الهام للمنظمة في التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي وتنمية الدول الجزرية الصغيرة النامية
على مدى السنوات الأربعين الماضية، قامت منظمة الأغذية والزراعة بتكوين محفظة واسعة من مبادرات التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي عبر العمل مع البلدان الأعضاء في الجنوب والشمال، والمساهمة في زيادة الأمن الغذائي. وقد أنشئ برنامج التعاون بين بلدان الجنوب المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة والصين في عام 2009، وشهد تنفيذ 25 مشروعًا وطنيًا وإقليميًا وأقاليميًا وعالميًا، دعمًا للتنمية الزراعية والأمن الغذائي.
وفي أغسطس/آب 2021، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة منصة حلول الدول الجزرية الصغيرة النامية، وهي أداة مفيدة لزيادة تعزيز برنامج التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي من خلال تيسير الوصول إلى المعرفة وتهيئة مساحة للمشاركة والتبادل.