روما- تتوزع نظم التراث الزراعي على جميع أقطار العالم وتتضمن مناطق متنوعة من نظم الزراعة على المصطبات الحجرية والواحات الصحراوية، مرورًا بمجتمعات السكان الأصليين في أعماق الغابات المطرية والجبال العالية والمناطق التي تحتضن زراعة الكروم أو الفاكهة والزيتون التقليدية، على سبيل المثال لا الحصر.
وأطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم سلسلةً من الفعاليات وتجارب الواقع الافتراضي تمتدّ على يومين لتسليط الضوء على الدور الرئيسي لبرنامجها الخاص بنظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية في الحفاظ على التنوع البيولوجي وسبل العيش وتعزيز الترابط القائم بين الإنسان والبيئة التي ترعانا وتنتج أغذيتنا.
وتميّزت هذه الفعاليّات بحفل تقديم شهادات التقدير من جانب السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة إلى ممثلي المواقع الأربعة والعشرين الجديدة الموجودة في 12 بلدًا، والتي حددتها المنظمة منذ آخر حفل أُقيم في عام 2018. وتوجد هذه المواقع في: إسبانيا (3)، وإكوادور (2)، وإيطاليا (2)، والبرازيل (1)، وتايلند (1)، وتونس (2)، وجمهورية إيران الإسلامية (2)، والصين (4)، وكوريا (2)، والمكسيك (1)، والمغرب (2)، واليابان (2).
وقال السيد شو دونيو متوجّهًا إلى المجتمعات التي تعيش وتعمل في نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية المذكورة: "أهلًا بكم في أسرة نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية. واليوم، سنواصل العمل معًا لتحقيق التنمية الريفية المستدامة، من خلال تنفيذ إجراءات جديدة، وبلورة مشاريع مشتركة وبرامج توأمة، وبناء القدرات والتعلّم من بعضنا البعض".
وأفاد بأنّ مواقع كثيرة من نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية قد أصبحت "خزانات للتنوع البيولوجي. وهي مهمة اليوم بصفة خاصة إذ نحتفل باليوم الدولي للتنوع البيولوجي" الذي يتيح الفرصة "لتعزيز الفهم والتوعية بمسائل التنوع البيولوجي والاحتفال بالمجتمعات المحلية المؤتمنة على التنوع البيولوجي". ثم استطرد المدير العام قائلًا: "أقول للقيّمين على المواقع التي حازت اليوم على شهادات التقدير، هذه الشهادات ليست النهاية، فمع التقدير، يزيد العمل وتزيد المسؤوليات".
إذ يكتسي الرصد المستمر والإدارة التكيفية لهذه المواقع والابتكار المتواصل أهمية حاسمة بالنسبة إلى هذه المواقع لكي تواصل الاضطلاع بدورها في مواجهة التحديات الراهنة والمقبلة، بما يشمل أزمة المناخ.
وكان من بين المتحدثين الرفيعي المستوى خلال هذا الحدث، الذين سلّطوا الضوء على أهمية نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية معالي السيد محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في المغرب؛ ومعالي السيدة ليلى الشيخاوي، وزيرة البيئة في تونس؛ ومعالي السيد Tetsuro Nomura، وزير الزراعة والغابات ومصايد الأسماك في اليابان؛ والسيد Luigi D’Eramo، نائب وزير الزراعة والغابات والسيادة الغذائية في إيطاليا؛ ومعالي السيد Moisés Savian، وزير حوكمة الأراضي والتنمية الإقليمية والاجتماعية البيئية في وزارة التنمية الريفية والزراعة الأسرية في البرازيل؛ والسيد Zurab Pololikashvilik، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية.
وكان من بين المتحدثين أيضًا كلّ من سعادة السيد Miguel Garcia Winder، الممثل الدائم للمكسيك لدى المنظمة، وسعادة السيد GUANG Defu، الممثل الدائم للصين لدى المنظمة، وسعادة السيد Miguel Angel Fernandez-Palacios Martinez، الممثل الدائم لإسبانيا لدى المنظمة.
طعم منتجات نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية ومشاهد وأصوات منها
بالإضافة إلى منح الشهادات وجلسة مخصصة لعرض الخصائص والأهمية التي تنطوي عليها جميع نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية المعيّنة حديثًا، يتيح الحدث أيضًا الفرصة لتذوق أطعمة ومنتجات من هذه المواقع والاستمتاع بمعرض تجربة الواقع الافتراضي عن المشاهد والأصوات التي تقدّمها هذه النظم، والتي تعطي معنى للحياة في تلك المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
أما الموضوع الرئيسي لهذا الحدث فكان إظهار أنّ نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية هي خير مثال على الممارسات الزراعية التي تولّد سبل العيش في المناطق الريفية بموازاة الجمع بين صون التنوع البيولوجي واستخدامه المستدام والنظم الإيكولوجية القادرة على الصمود والتقاليد والابتكار.
وإنّ نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية التي مُنحت لها الشهادات اليوم هي التالية:
البرازيل: النظام الزراعي التقليدي المتبع في سلسلة جبال إسبينهاكو الجنوبية في ولاية ميناس جيرايس .
الصين: نظام المصطبات الحجرية في الأراضي الجافة في شيكسيان؛ ونظام زراعة الشاي من نوع تيغوانين في منطقة أنكسي؛ ونظام المراعي للبدو الرحل "Ar Horqin" في منطقة منغوليا الداخلية؛ ونظام تشينغيوان للزراعة المشتركة بين الغابات والفطر في مقاطعة جيجيانغ.
إكوادور: نظام شاكرا في منطقة الأنديز: نظام زراعي عريق تديره مجتمعات كيتشوا الأصلية بمدينة كوتاكاتشي؛ ونظام شاكرا في منطقة الأمازون، نظام تقليدي للزراعة الحرجية تديره مجتمعات الشعوب الأصلية في مقاطعة نابو.
جمهورية إيران الإسلامية: نظام زراعة الزعفران القائم على نظام "قنات" للري في غناباد؛ ونظم إنتاج العنب في منطقة وادي جوزان.
إيطاليا: كروم العنب التقليدية لإنتاج نبيذ سوافيه؛ وبساتين الزيتون في المنحدرات الواقعة بين أسيزي وسبوليتو.
اليابان: النظام المتكامل لبحيرة بيوا مع الأراضي المحيطة بها؛ ونظام زراعة الفاكهة في منطقة كيوتو في مقاطعة ياماناشي.
جمهورية كوريا: النظام التقليدي لزراعة الجنسينغ في غمسان؛ ونظام زراعة حقول الخيزران في داميانغ.
المكسيك: ايش كول: نظام ميلبا لشعوب المايا في جزيرة يوكاتان.
المغرب: النظام الزراعي والحرجي والرعوي القائم على الأرغان في منطقتي أيت صواب وأيت منصور؛ وقصور فجيج: الواحة والزراعة الرعوية حول الإدارة الاجتماعية للمياه والأراضي.
إسبانيا: النظام الزراعي لأشجار الزيتون القديمة في تيريتوريو سينيا؛ ونظام الري التاريخي في أورتا دي فالينسيا؛ والنظام الزراعي المختلطة بالغابات والمراعي في جبال ليون؛
تايلند: النظام الزراعي الإيكولوجي الرعوي للجواميس في الأراضي الرطبة في تاليه نوي.
تونس: الحدائق المعلّقة في دجبة العليا؛ والنظم الزراعية الرملية في بحيرة غار الملح.
علاقة وثيقة مع البيئة المحيطة
إنّ نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية هي مجتمعات محلية تقوم سبل عيش سكانها وأمنهم الغذائي على علاقتهم الوثيقة بالبيئة المحيطة بهم. ومن خلال برنامج نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية الذي تم الاحتفال بذكرى تأسيسه العشرين في عام 2022، عيّنت المنظمة أكثر من 70 موقعًا في 24 بلدًا. ويتعين على المناطق المرشحة للانضمام إلى نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية أن تستوفي خمسة معايير للاختيار حددتها مجموعة استشارية علمية مستقلة، هي: الأمن الغذائي والمعيشي، والتنوع البيولوجي الزراعي، ونظم المعارف المحلية والتقليدية، والثقافات، ونظم القيم والمنظمات الاجتماعية، وميزات المناظر الطبيعية والمناظر البحرية.
ويُتوخى من المواقع التي يقع عليها الاختيار كنظم للتراث الزراعي ذات الأهمية العالمية الاضطلاع بدورها في تنشيط المجتمعات الريفية وتعزيز التنمية الريفية المستدامة، بموازاة تنفيذ خطط عملها على نحو فعّال. وقد أثبتت شبكة نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية أنها نموذج فعّال للتعاون، يتضمن نظمًا ملائمة للحوكمة المحلية، ويستقطب في الوقت نفسه الشركاء الدوليين والوطنيين والمشاريع والإجراءات الرامية إلى زيادة التعريف بالبرنامج ودعم المزارعين في الميدان.