اخبارنا

slider

مع انتهاء عملية تقييم حصيلة قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية +2، منظمة الأغذية والزراعة تؤكّد من جديد على التزامها بدعم الأمم لتسريع وتيرة تحويل النظم الزراعية والغذائية

روما – انتهت عملية تقييم حصيلة قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية +2 (عملية التقييم) يوم الأربعاء في المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بعد ثلاثة أيام من الأحداث والاجتماعات والحوارات الرفيعة المستوى التي شارك فيها ما يزيد عن 000 2 شخص من 180 بلدًا، بمن فيهم أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة و125 وزيرًا، لبحث التحديات والفرص في مجال تحويل النظم الزراعية والغذائية.

وقال المدير العام للمنظمة السيد شو دونيو أثناء حفل الختام: "أتمنى أن تكون عملية التقييم هذه قد وفرت نظرة شاملة عن الوضع الراهن وعما أنجزناه حتى الآن وما علينا إنجازه في المستقبل".

وأردف قائلًا: "لا تزال الطريق أمامنا طويلة ولا بد لنا من تسريع خطانا"، مشدّدًا على أنّ المنظمة ملتزمة بدعم الأعضاء على امتداد مساراتهم الوطنية المفضية إلى تحقيق إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل – من دون ترك أي أحد خلف الركب.

وعبّر السيد شو دونيو عن أمله بأن يكون المشاركون قد غادروا روما حاملين معهم خلاصة هامة لمؤازرة مساراتهم الوطنية، بعدما أقرّوا جميعًا بأنّ الدوافع الكامنة وراء انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية باتت أكثر تعقيدًا بسبب المخاطر والآثار المترابطة التي تعزّز بعضها بعضًا والناجمة عن أزمة المناخ والصدمات الاقتصادية والصراعات المستمرة.

واعتبر السيد شو دونيو أننا "سمعنا عن التحديات العديدة التي تواجهونها، لكننا نعلم أيضًا أنّ الفرص تنشأ من رحم المعاناة"، وضمّ صوته أيضًا إلى المناقشات التي دارت حول الحاجة إلى وجود التزام سياسي رفيع المستوى وطويل الأجل.

وقامت السيدة Amina Mohammed، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، باختتام عملية تقييم حصيلة القمة رسميًا حيث عرضت نداء إلى العمل نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة السيد António Guterres.

ودعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة على نطاق واسع من أجل سدِّ الفجوة في التنفيذ، مسلّطة الضوء على ارتباط ذلك بتمويل التنمية وتخفيف عبء الديون والإدماج والمشاركة مع الجهات الفاعلة غير الحكومية واستفادة الجميع من العلوم والتكنولوجيا والابتكار. كما حدّدت الأولويات الرئيسية للإجراءات المقبلة، بما في ذلك وضع استراتيجيات للنظام الغذائي ضمن جميع السياسات الوطنية وتشجيع إقامة الشراكات بين أصحاب المصلحة المتعددين.

وقالت مؤكّدة: "لقد أثبتت لنا عملية التقييم هذه صحة ما تعلمناه في قمة النظم الغذائية الأولى لعام 2021، وهو أنّنا قادرون على رفع سقف طموحنا وتسريع وتيرة عملنا. [...] فدعونا نستفيد من زخم هذا الاجتماع ولنجعله من الدوافع العالمية الهادفة إلى إنقاذ أهداف التنمية المستدامة ولنضفه إلى الجهود اليومية الملموسة لكي نجعل النظم الغذائية مفيدة للجميع".

وقد شارك في حفل الختام أيضًا رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية السيد Alvaro Lario، والمديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي السيدة Cindy McCain.

إبراز الفرص

تعرّف المشاركون في الأحداث التي قادتها المنظمة خلال عملية التقييم على مدى الأيام الثلاثة على أهمية النقاط التالية:

الاستثمار في البنية التحتية – بغية ضمان وصول المنتجات إلى الأسواق؛

  • الاقتصاد الدائري والاقتصاد الأحيائي – من أجل زيادة الكفاءة والاستدامة والحد من الفاقد والمهدر؛
  • الكلفة الحقيقية للأغذية – بهدف كشف التكاليف والمنافع الخفية من أجل صنع القرارات بفعالية؛
  • البنية التحتية القانونية – بغية توفير الحوافز والهياكل اللازمة للعمل؛
  • إنشاء سلاسل القيمة – من أجل بناء نظم زراعية وغذائية قادرة على الصمود؛
  • التجارة – بغية زيادة التنوع الغذائي وضمان تغذية أفضل وتحسين الوصول إلى الأنماط الغذائية الصحية.
  • وقد تلقى المشاركون أيضًا رسائل حازمة بشأن النقاط التالية:
  • وضع الإنسان في صميم الأولويات، لا سيما الشباب والنساء، سعيًا إلى إيجاد حلول فعالة أكثر؛
  • والاستفادة من العلوم والتكنولوجيا والابتكار من أجل تحقيق إنتاج أفضل، بموازاة زيادة القدرة على الصمود في وجه المناخ وتحسين الميزة الغذائية للأغذية؛
  • وإنتاج المزيد من الأغذية بقدر أقل من الموارد، كون الموارد الطبيعية هي أساس النظم الزراعية والغذائية، ومن الضروري تحسين استخدامها بكفاءة؛
  • وأهمية الأغذية المائية في القضاء على الجوع وسوء التغذية – وكون مبادرة التحول الأزرق التابعة للمنظمة هي مبادرة ذات رؤية مستقبلية من أجل تحقيق هذه الأهداف؛
  • وأهمية البيانات والبيانات الجغرافية المكانية في عمليات صنع القرار؛
  • وأهمية التعاون الدولي، بما في ذلك التعاون في ما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي؛
  • والحاجة إلى إعداد السياسات وهياكل الحوكمة المواتية؛
  • وكون الرقمنة أحد العوامل المسرّعة الرئيسية للمضي قدمًا في تحويل النظم الزراعية والغذائية؛
  • وامتلاك المزارعين الحلّ لحفز الممارسات والابتكارات والتكنولوجيات الجديدة وتكييفها وتطبيقها؛
  • وهناك فرص متاحة للعمل بشكل فاعل على استكشاف مجموعة واسعة من الابتكارات والترويج للتكنولوجيات الحديثة، بما فيها الزراعة الدقيقة وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي وسلسلة السجلات، من أجل تحسين الإنتاج وتسريع وتيرة التقدم في تنفيذ المسارات الوطنية.

نظرة إلى المستقبل

ذكّر المدير العام السيد شو دونيو المندوبين بأنّ المنظمة توفر حيزًا محايدًا للحوار لجميع الأعضاء وللجهات الفاعلة والشركاء كافة في النظم الزراعية والغذائية، وهو حيّز ييسّر التعلم المتبادل من أجل الوصول إلى توافق في الآراء بشأن الحلول الخاصة بكل سياق على حدة والإجراءات المشتركة الهادفة إلى تحقيق التحوّل الذي يحتاج إليه العالم.

وقال مؤكّدًا: "إنّ المنظمة ملتزمة أيضًا بالعمل على نحو وثيق ومجدٍ أكثر مع جميع شركائنا في الأمم المتحدة لزيادة كفاءتنا والارتقاء بالأثر الجماعي الذي نحققه في الميدان".

وسلّط الضوء أيضًا على أهمية مركز الأمم المتحدة لتنسيق النظم الغذائية الذي تستضيفه المنظمة نيابة عن منظومة الأمم المتحدة، بصفته جهة تنسيق وتيسير فعالة وكفؤة ومتسقة تقارب بين المنسقين الوطنيين للنظم الغذائية وتجمع البيانات الأساسية.

وقال: "نحن بحاجة في المستقبل إلى تعزيز المركز وزيادة دعمنا الجماعي له بغية تحسين عمله وفعاليته بصورة أكبر".

ودعا السيد شو دونيو المشاركين إلى زيارة روما مجددًا في شهر أكتوبر/تشرين الأول لحضور منتدى الأغذية العالمي لعام 2023، وهو أحد أكثر منصات العالم فعالية، من أجل مواصلة الحوار بشأن تحويل النظم الزراعية والغذائية.

وقد استندت عملية تقييم حصيلة قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية +2 إلى زخم قمة النظم الغذائية لعام 2021 من خلال إنشاء حيزٍ مؤاتٍ يمكّن البلدان من استعراض التقدم المحرز بشأن التزاماتهم بالعمل وتحديد النجاحات والعقبات الراسخة والأولويات.

والتزم الأمين العام للأمم المتحدة في ملخص الرئيس وبيان العمل الصادر عن قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية بعقد "اجتماع عالمي تقييمي كل سنتين لاستعراض التقدم المحرز في تنفيذ نتائج هذه العملية ومساهماتها في تحقيق خطة عام 2030". وسينعقد الاجتماع المقبل، وهو عملية تقييم حصيلة قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية +4، في عام 2025.

مصر الطقس