فانكوفر - رحّبت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بإطلاق الصندوق الإطاري للتنوع البيولوجي العالمي خلال الدورة السابعة لجمعية مرفق البيئة العالمية في فانكوفر، كندا.
وسوف يقوم الصندوق المنشأ حديثًا بتيسير التمويل لصالح البلدان النامية - التي غالبًا ما تكون أكثر البلدان تنوعًا من الناحية البيولوجية - وذلك لتعزيز قدرتها على حماية الموارد الطبيعية وإصلاحها وضمان استخدامها المستدام، على النحو المنصوص عليه في إطار كونمينغ - مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي الذي اعتمده 196 طرفًا في اتفاقية التنوع البيولوجي لدى الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف في ديسمبر/كانون الأول 2022.
وقالت نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، السيدة Maria Helena Semedo: "يضع إطار كونمينغ - مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي النظم الزراعية والغذائية في صدارة تحدٍ هائل سيتطلب موارد مالية مهمة وتنسيقًا والتزامًا بتنفيذ حلول مفيدة في كل الحالات للناس والكوكب". ويشكل الصندوق الجديد أيضًا جزءًا أساسيًا من العمل المناخي، وخطوةً حاسمة نحو جعل هذه الحلول حقيقة واقعة."
ويتيح هذا الصندوق، المكرس بصفة فريدة لدعم الإطار وإجراءاته الرامية إلى كبح فقدان التنوع البيولوجي وعكس اتجاهه بحلول عام 2030 ووضع الطبيعة على مسار الانتعاش بحلول عام 2050، فرصةً لتلقي التمويل من جميع المصادر. وقد أعلن بلدان اثنان عن تقديمهما مساهمات أولية لبدء رسملة هذا الصندوق: فقد تعهدت كندا بتقديم 200 مليون دولار كندي فيما تعهدت المملكة المتحدة بتقديم مبلغ 10 ملايين جنيه إسترليني.
التنوع البيولوجي والنظم الزراعية والغذائية
التنوع البيولوجي هو تنوع الحياة على المستوى الوراثي وعلى مستوى الأنواع والنظم الإيكولوجية. وهو ضروري للأغذية والزراعة ولا غنى عنه بالنسبة للأمن الغذائي والتنمية المستدامة. وهو يشمل النباتات والحيوانات المستأنسة التي تشكل جزءًا من نظم المحاصيل أو الثروة الحيوانية أو الغابات أو تربية الأحياء المائية، والأنواع الحرجية والمائية المحصودة، والأقارب البرية للأنواع المستأنسة، والأنواع البرية الأخرى التي يتم حصدها لأغراض الأغذية، والمنتجات الأخرى.
ويرتبط أكثر من نصف أهداف إطار كونمينغ - مونتريال للتنوع البيولوجي ارتباطًا مباشرًا بالقطاعات الزراعية والغذائية، وإن منظمة الأغذية والزراعة هي الجهة الراعية لأربعة من المؤشرات الرئيسية للإطار وهي: إصلاح النظام الإيكولوجي، والأرصدة السمكية، والمناطق الخاضعة للزراعة المنتجة والمستدامة، والإدارة المستدامة للغابات.
ومن شأن تحويل النظم الزراعية والغذائية لجعلها أكثر استدامة أن يفتح الباب أمام حلول تولّد فوائد متعددة، بما في ذلك حماية التنوع البيولوجي ما يمكن أن يساعد في مواجهة التحديات التي تفرضها الظروف البيئية المتنوعة والمتغيرة والظروف الاجتماعية والاقتصادية.
ومن شأن الإجراءات من قبيل تنويع نظم الإنتاج، مثلًا باستخدام أنواع أو سلالات أو أصناف متعددة، ودمج استخدام المحاصيل والثروة الحيوانية والغابات والتنوع البيولوجي المائي، أو تعزيز تنوع الموائل في المناظر الطبيعية المحلية أو المناظر البحرية، وزيادة القدرة على الصمود، ومعالجة أزمة المناخ، أن تحسن سبل العيش وتدعم الأمن الغذائي والتغذية.
ومنظمة الأغذية والزراعة عضو في مجموعة الخبراء الفنيين المخصصة المعنية بمؤشرات الإطار العالمي للتنوع البيولوجي، كما تشارك حاليًا إلى جانب برنامج الأمم المتحدة للبيئة في عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية الذي يسهم بنشاط في رصد الهدف 2 لإطار عمل كونمينغ - مونتريال المتعلق بإصلاح المناطق المتدهورة والإبلاغ عنه.
منظمة الأغذية والزراعة ومرفق البيئة العالمية
يمثل مرفق البيئة العالمية آلية مالية للعديد من الاتفاقيات البيئية، بما فيها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية ميناماتا واتفاقية التنوع البيولوجي التي اعتمدت الإطار العالمي للتنوع البيولوجي.
ومنذ عام 2006، دخلت منظمة الأغذية والزراعة ومرفق البيئة العالمية في شراكة لمعالجة القضايا الأكثر أهمية على مستوى العلاقة بين النظم الزراعية والغذائية والبيئة. وتقود منظمة الأغذية والزراعة برامج رئيسية متنوعة لمرفق البيئة العالمية، بما في ذلك برنامج التأثير الخاص بالمناظر الطبيعية المستدامة للأراضي الجافة وثلاثة برامج متكاملة بشأن النظم الغذائية، والمناطق الأحيائية الحرجة للغابات بين الهند وماليزيا، وبشأن المحيطات النظيفة والصحية. وقد استفادت هذه المبادرات من قدرات المنظمة على أرض الواقع ومن خبرتها الفنية في مختلف المجالات لتحقيق الالتزامات بالاتفاقات البيئية وأهداف التنمية المستدامة.
وفي الآونة الأخيرة، وافق مرفق البيئة العالمية أيضًا على 26 مشروعًا خاضعًا لقيادة المنظمة، بتمويل إجمالي قدره 174.7 ملايين دولار أمريكي من مرفق البيئة العالمية، وحشد 1.2 مليار دولار أمريكي في شكل تمويل مشترك. وتهدف هذه المشاريع إلى تحويل النظم الزراعية والغذائية إلى حلول للتصدي لفقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ وتدهور النظم الإيكولوجية والتلوث في البر والمياه العذبة وفي بحارنا.
منظمة الأغذية والزراعة في جمعية مرفق البيئة العالمية
خلال الفترة من 22 إلى 26 أغسطس/آب، يجتمع قادة البيئة من 185 بلدًا في فانكوفر، كندا للمشاركة في الدورة السابعة لجمعية مرفق البيئة العالمية، وهي اجتماع رفيع المستوى يعقد مرة كل أربع سنوات.
وبناءً على الإنجازات الدبلوماسية الأخيرة بشأن فقدان التنوع البيولوجي والمواد الكيميائية السامة وأعالي البحار، تهدف جمعية مرفق البيئة العالمية إلى أن تكون عملية تقييم نقدي لأهداف إطار كونمينغ - مونتريال 2030 من أجل القضاء على التلوث وفقدان الطبيعة، ومكافحة تغير المناخ ودفع عملية الصون الشاملة بقيادة محلية.
وتشارك المنظمة في مختلف فعاليات جمعية مرفق البيئة العالمية، بما في ذلك في ثلاث مناقشات مائدة مستديرة رفيعة المستوى تتعلق ببناء مدن للناس والكوكب، وتحويل النظم الغذائية، والإدارة من أجل تحقيق النتائج البيئية والتغيير التحويلي.
وتقود المنظمة أيضًا ستة أحداث جانبية ولها معرضان يقدّمان منتجات من مشاريع مشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومرفق البيئة العالمية، بما في ذلك مبادرة مصايد الأسماك الساحلية وبرنامج المحيطات المشتركة، وقد روّجت لإصدار مطبوع جديد عن التغذية في استثمارات مرفق البيئة العالمية.