نيويورك – قال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة): "ينبغي أن يصبح اللون الأخضر هو اللون السائد في المستقبل"، وذلك في حدث رفيع المستوى انعقد على هامش قمة أهداف التنمية المستدامة كان مكرسًا لبناء الزخم بشأن دور الغابات في المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقد نظّمت هذا الحدث الشراكة التعاونية في مجال الغابات (الشراكة)، وهي شراكة تترأسها المنظمة وتضم 16 منظمة عالمية كبرى تضطلع بولاية راسخة في مجال الغابات، ضمن منظومة الأمم المتحدة وخارجها.
وأطلقت الشراكة خلال الاجتماع الدعوة المشتركة إلى العمل من أجل الغابات حتى عام 2030 مسلّطة الضوء على ضرورة زيادة الإجراءات والالتزامات السياسية من أجل تعزيز تنفيذ الحلول المتعلقة بالغابات سعيًا إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأهداف عالمية أخرى.
وشدد السيد شو دونيو، مشيرًا إلى الجهود التي بذلتها الشراكة التعاونية على مدى السنوات العشرين الماضية، على أنّ المبادرات الرامية إلى إصلاح النظام الإيكولوجي ومكافحة التصحر وتوسيع مساحة المناطق الخضراء والغطاء الحرجي تشكل فرصًا كبيرة يستفيد منها العالم، وأنّ المنظمة على أهبة الاستعداد لدعم أعضائها في هذا السياق وتعزيز التآزر والتعاون بقدر أكبر.
وتتزامن قمة أهداف التنمية المستدامة لعام 2023 مع الوصول إلى منتصف مرحلة تحقيق خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة إلى جانب مجموعة أخرى من الأهداف المتفق عليها دوليًا المتعلقة بالغابات، مثل الأهداف العالمية المتصلة بالغابات والمحددة في خطة الأمم المتحدة الاستراتيجية للغابات للفترة 2017-2030.
التقدم المحرز لا يسير بالسرعة الكافية
تغطي الغابات نسبة 31 في المائة من اليابسة في العالم، وهي تعزز سبل العيش وتنتج المنتجات الخشبية وغير الخشبية وتساهم في تحقيق الأمن الغذائي ومكافحة تغير المناخ والتصحر وتصون التنوع البيولوجي والمياه. كما أنها تولد فرص عمل وتساهم في رفاه الإنسان.
ويفيد تقييم الموارد الحرجية في العالم الذي أجرته المنظمة بأننا فقدنا 420 مليون هكتار من الغابات بسبب إزالة الغابات منذ عام 1990، وتتواصل إزالة الغابات وإن بوتيرة أبطأ، من 12 مليون هكتار في السنة في الفترة 2010-2015 إلى 10 ملايين هكتار في السنة في الفترة 2015-2020.
ولكنّ التقدم المحرز في تحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بحماية الغابات لا يسير بالسرعة الكافية، إذ يتواصل زوال الغابات، فيما يتزايد تأثير تغير المناخ على فقدان التنوع البيولوجي وترتفع معدلات سوء التغذية والجوع، وجميعها أمور يفاقمها انعدام الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
لمحة عن الشراكة التعاونية في مجال الغابات والدعوة إلى العمل
تضطلع الشراكة التعاونية في مجال الغابات بمهمة تحسين مساهمة الغابات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والأهداف العالمية المتعلقة بالغابات والالتزامات الدولية الأخرى.
وقد جرى تحديد التحديات والفرص الرئيسية الماثلة أمام حماية الغابات وإصلاحها وإدارتها المستدامة، ولا بد من التحرك والعمل بطموح.
وتشمل الدعوة إلى العمل من أجل الغابات حتى عام 2030 أربعة مجالات رئيسية هي: التنفيذ والعمل؛ والبيانات والعلوم والابتكار؛ والتمويل من أجل الغابات؛ والتواصل والتوعية.
وقد تعهد أعضاء الشراكة "بدعم العمل وتعزيز الجهود على جميع المستويات بغية إطلاق العنان لمساهمات الغابات في التنمية المستدامة وتحقيق رؤيتنا المشتركة بشأن الغابات حتى عام 2030. وسنقوم بذلك بالتآزر مع الالتزامات التي جرى التعهّد بها في مؤتمر قمة الطموح المناخي وقمة أهداف التنمية المستدامة واستكملًا لها، وتحضيرًا لانعقاد مؤتمر قمة المستقبل والمفاوضات المقبلة في إطار اتفاقيات ريو".
وينعقد حدث اليوم قبيل انطلاق الأسبوع الرفيع المستوى للدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد شهد مشاركة دول أعضاء ورؤساء وكالات الشراكة الذين أوضحوا كيفية مساهمة منظماتهم وبلدانهم في الإجراءات المنسقة القائمة على الغابات والرامية إلى تسريع وتيرة التقدم حتى عام 2030.
وتولت تيسير الحدث سمو الأميرة بسمة بنت علي من الأردن وسفيرة المنظمة للنوايا الحسنة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. وشددت في كلمتها على أنّ "فرصتنا الوحيدة لمضاعفة مساهمة الغابات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة هي تحقيق الأهداف العالمية للغابات عن طريق العمل بفعالية على صون الغابات العالمية وإصلاحها واستخدامها المستدام".