اخبارنا

slider

نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية: أندورا والنمسا تحصلان على أول تسمية لهما، في حين تحصل بلدان آسيوية على ستّ تسميات جديدة

روما - انضمّ نظام المراعي في أندورا، وحليب التبن في النمسا، ومناطق زراعة الكستناء والزنجبيل الأبيض والتوت الشمعي في الصين، وحدائق توزيع مياه الفيضانات ومنطقة زراعة الجوز في جمهورية إيران الإسلامية، ومصايد الأسماك التي تقتصر على الإناث في جمهورية كوريا، إلى أحدث المواقع التي أضيفت إلى نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية.

والنظم التي جرى تحديدها بصورة رسمية خلال اجتماع المجموعة الاستشارية العلمية التابعة لنظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية الذي انعقد في روما خلال الفترة من 7 إلى 10 نوفمبر/تشرين الثاني، ضمّت أول مواقع يجري اعتمادها في أندورا والنمسا. وفي هذه الأثناء، تسلّط المواقع الإضافية في الصين، وجمهورية إيران الإسلامية وجمهورية كوريا الضوء مجددًا على الدور الرئيسي الذي تؤديه الممارسات الزراعية التقليدية في آسيا في مجالات الأمن الغذائي ومكافحة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.

وفي إطار البرنامج الرئيسي التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، تنص معايير الاختيار على وجوب أن تكون المواقع ذات أهمية عالمية، وأن تمثّل قيمة باعتبارها منفعة عامة، وأن تدعم الأمن الغذائي وسبل العيش والتنوع البيولوجي الزراعي ونظم المعرفة المستدامة وممارساتها والقيم الاجتماعية والثقافة بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الرائعة. وقالت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام لمنظمة الأغذية الزراعة "لقد أثبتت نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية، على مرّ عشرين سنة، أنها خير نموذج لعرض الممارسات العريقة لجعل النظم الزراعية والغذائية أكثر قدرة على الصمود في وجه تغير المناخ."

وفي ضوء أحدث إضافة إلى قائمة نظم التراث الزراعي العالمي، أصبحت شبكة التراث الزراعي حول العالم التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة تشمل 86 نظامًا في 26 بلدًا حول العالم.

نظام المراعي في أندورا

تعكس المراعي الواقعة تحت جبال الألب وفوق منطقة الغابات في أندورا النظام الزراعي الرعوي طويل الأمد الذي جرى تطويره في هذا البلد غير الساحلي الصغير الذي يقع على ارتفاع 2 000 متر تقريبًا فوق مستوى سطح البحر في جبال البيريني. وقام السكان المحليون بالجمع بين المراعي الطبيعية والعلف المزروع. ويدعم ذلك إنتاج الماشية والأبقار والأغنام والخيول في المراعي المفتوحة والواسعة، والتي يمكن مقايضتها بسلع وأغذية أخرى مع المناطق المجاورة.

ويستند هذا النظام إلى الأراضي المشاع والمراعي المشتركة، حيث يقوم أصحاب الحيوانات بالدفع للراعي أو يتناوبون على حماية القطعان من الحيوانات المفترسة، مما يوفر لبقية المزارعين حرية القيام بمهام أخرى.

حليب التبن في النمسا

يعتبر إنتاج حليب التبن من الماشية التي تتغذى على العشب الطازج والتبن بدلًا من الأعلاف المخمرة قديمًا قدم تربية الحيوانات التي تدر الحليب في أوروبا. ويساعد استخدام التبن كعلف شتوي غني بالمغذيات الحيوانات المجترة على اجتياز موسم البرد الذي يقل فيه الغطاء النباتي، وبالتالي ضمان سبل العيش للأسر الزراعية.

وكان حليب التبن يشكّل معظم إنتاج الحليب في النمسا، ولكنه بات يمثّل الآن 15 في المائة منه فقط. واجتمع 6 500 من مزارعي حليب التبن في النمسا مع 60 شركة تجهيز كبرى ضمن تجمعARGE Heumilch Österreich . ويهدف التجمع إلى الحفاظ على زراعة التبن وإيصال فوائد هذه الطريقة المستدامة بحيث يمكن الحصول على سعر عادل لمنتجي الحليب في الأسواق.

مناطق إنتاج الكستناء والزنجبيل الأبيض والتوت الشمعي في الصين

يوجد نظام كوانتشنغ التقليدي للزراعة الإيكولوجية الكستناء في مقاطعة هيبي الواقعة شمال الصين في إحدى أقدم وأهم مناطق زراعة الكستناء في الصين، ويعود تاريخه إلى سلالة الهان (206 قبل الميلاد إلى 220 ميلادي). وتم تدريجيًا إنشاء نظام زراعة تقليدي تشغل الكستناء موقعًا جوهريًا فيه جنبًا إلى جنب مع محاصيل أخرى، ومواد طبية، وصناعات خاصة بالدواجن.

وهو يشكّل جزءًا هامًا من بنك موارد أصناف الكستناء العالمية، كما أنه غني بمحتواه الثقافي ويحترم الطبيعة ويستند إلى شكل من التنظيم الاجتماعي الذي يشجع الإنتاج الزراعي.

ويشغل نظام زراعة الزنجبيل الأبيض في تونغلينغ قسمًا هامًا من منطقة زراعة الزنجبيل في جنوب الصين. ويوجد 17 نوعًا من الزنجبيل في نظام زراعة الزنجبيل الأبيض في تونغلينغ، ويعتبر الزنجبيل الأبيض الصنف الرئيسي فيه. ويُعدّ الأرز شبه المتأخر المحصول الرئيسي لزراعة الأرزّ في تونغلينغ، بالإضافة إلى عدد أقل من أصناف الأرز التي تنمو في بداية الموسم وأواخره؛ علمًا أنّ هناك 31 نوعًا رئيسيًا من الأرزّ.

وطوّرت تونغلينغ تقنيات أساسية لزراعة الزنجبيل، بما في ذلك الأجنحة المخصصة للزنجبيل من أجل حفظ البذور وتسريع الإنبات. وهناك العديد من وصفات التجهيز التي يعود تاريخها إلى حوالي 000 1 عام، مثل الزنجبيل المخلل بالملح، والزنجبيل المخلل، والزنجبيل الحلو والحامض، والزنجبيل المسكر.

ويوجد نظام شيانجو الصيني العريق المركب لزراعة التوت الشمعي في مقاطعة تشجيانغ شرق الصين في منطقة يعود تاريخ زراعة هذا النوع من أشجار الفاكهة فيها إلى أكثر من 600 1 عام، حيث يقوم العديد من القرويين بتربيتها بصورة مشتركة مع الشاي والدجاج والنحل. ويوجد 100 000 مزارع في موقع نظام التراث الزراعي ذي الأهمية العالمية، ويعمل 26 000 منهم في زراعة التوت الشمعي، والزراعة المركبة والتربية، وغيرها من الصناعات ذات الصلة.

ويضم الموقع عددًا كبيرًا من الموارد الوراثية القديمة للتوت الشمعي التي تشمل أنواعًا مختلفة وأصنافًا غنية. وفي مايو/أيار 2015، أصدرت الحكومة المحلية في مقاطعة شيانجو أول خطة عمل للحفاظ على التنوع البيولوجي على مستوى المحافظة في الصين.

حدائق توزيع مياه الفيضانات وزراعة الجوز في جمهورية إيران الإسلامية

تُعدّ حدائق قزوين التقليدية، الواقعة شمال غرب العاصمة الإيرانية طهران، نظامًا لتوزيع مياه الفيضانات يعود تاريخه إلى آلاف السنين. وأدى إنشاء الحدائق المحيطة بالمدينة والواقعة عند سفوح سلسلة جبال ألبرز إلى حماية سكان المدينة من الفيضانات والتكيف مع مستجمعات المياه والاستفادة منها لإنتاج الجوزيات والمأكولات المحلية الشهية.

وتمكنت المجتمعات المحلية من خلال جمع مياه الفيضانات وإعادة توجيهها وتقاسمها من زراعة الفاكهة وإنتاجها في جميع أنحاء قزوين. واليوم، يوفر النظام الأغذية وفرص العمل لصالح السكان، كما أنه يساعد في تخفيض درجات الحرارة في المدينة ويعمل على تجديد منسوب المياه الجوفية.

ولا يعود السبب في شهرة نظام زراعة الجوز التقليدي في تويسركان في جمهورية إيران الإسلامية إلى بساتين الجوز فحسب، وإنما أيضًا إلى مأكولاته الشهية بالإضافة إلى مناظره الطبيعية ومعالمه التاريخية. وتدعم زراعة الجوز، عبر استنادها إلى الزراعة الأسرية، سبل عيش قسم كبير من الأسر المعيشية في المنطقة. 

ويتم تطوير هذه الزراعة بشكل رئيسي في الوديان ويجري ريّها باستخدام قنوات المياه المصممة على مستويات مختلفة والتي تغذيها في المقام الأول الأنهار والينابيع بالإضافة إلى القنوات. وتشمل الممارسات المحلية ريّ أشجار الجوز في موسم البرد والصقيع، وهو ما يعتقد المزارعون أنه يساعد في القضاء على الآفات والأمراض. 

مصايد الأسماك الفريدة من نوعها التي تقتصر على الإناث في جمهورية كوريا

تعتبر ممارسة صيد الأسماك في جيجو هاينيو نظامًا تقليديًا لصيد الكفاف، وغالبًا ما تضطلع بها النساء. وتغوص "الهاينيو" ("نساء البحر" باللغة الكورية) تحت المياه من دون مساعدة أجهزة التنفس ويجمعن المأكولات البحرية مثل أذن البحر القرصي والعمامة ذات القرون وخردل البحر. وقد انخرطن منذ فترة طويلة في أسلوب حياة يقوم مناصفة على الزراعة وصيد الأسماك.

ويُعتقد أن هذا النظام يشمل مصايد الأسماك الوحيدة على مستوى العالم التي تنفرد النساء بإدارتها. ويتمثل الغرض الأساسي منه في أن يشكّل مصدر قوت للأسرة المعيشية بدلًا من الانخراط في الصيد التجاري. وتمثّل مهارات الغوص والحكمة التقليدية لجزيرة جيجو هاينيو نظامًا اجتماعيًا حيًا تم إدراجه ضمن التراث العالمي غير المادي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

مصر الطقس