لندن - تحدث المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) يوم الاثنين في مؤتمر القمة العالمي للأمن الغذائي المنعقد في لندن، حيث قال إنّ مكافحة الجوع في العالم تتطلب زيادة الاستثمارات وتحسينها في العلوم والتكنولوجيا والابتكار بغية ضمان قدرة نظمنا الزراعية والغذائية على إنتاج قدر أكبر من المنتجات باستخدام قدر أقلّ من الموارد من دون ترك أي أحد خلف الركب.
وقد حضر السيد شو دونيو مناقشة لجنة الخبراء التي حملت عنوان "تسخير العلوم والتكنولوجيا لتحقيق الأمن الغذائي" بدعوة من حكومة المملكة المتحدة ومؤسسة بيل وميليندا غيتس ومؤسسة صندوق الاستثمار الخاص بالطفولة، والتي كانت جزءًا من مؤتمر قمة عالمي الغرض منه حفز العمل على القضاء على الجوع وسوء التغذية.
وركّز مؤتمر القمة على أفضل ما يمكن للعلوم والابتكار تقديمه من أجل الوقاية من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
وكان من بين المشاركين في الجلسة العامة لمؤتمر القمة رئيس الوزراء البريطاني معالي السيد Rishi Sunak، ورئيس الصومال فخامة السيد حسن شيخ محمد، ووزيرة تغير المناخ والبيئة في الإمارات العربية المتحدة معالي السيدة مريم المهيري.
وكان السيد شو دونيو قد دُعي من أجل تقديم تمهيد لمناقشة لجنة الخبراء، التي ركزت على التحديات غير المسبوقة الماثلة أمام النظم الزراعية والغذائية في العالم. وتضم تلك التحديات الصراعات الجارية وآثار أزمة تغير المناخ المؤدية إلى نشوء أحداث مناخية قصوى تسبب انخفاض غلات المحاصيل.
وفي هذا السياق، بإمكان العلوم والتكنولوجيا إطلاق العنان لتحقيق نمو حقيقي في بلدان الجنوب وخفض أسعار الأغذية في العالم ومكافحة الجوع وتمكين الحصول على أنماط غذائية صحية أكثر من خلال تحسين توفر الأغذية وإمكانية الحصول عليها وتحمل كلفتها. كما أنهما أساسيان أيضًا من أجل معالجة أزمة المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.
وأشار السيد شو دونيو إلى أنّ العلوم والابتكار هي في صميم الإطار الاستراتيجي لمنظمة الأغذية والزراعة للعقد القادم، وهما عاملان مسرّعان رئيسيان لتحقيق الطموح المتمثل في الأفضليات الأربع: إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل من دون ترك أي أحد خلف الركب.
ودعا السيد شو دونيو إلى "تعهد السياسيين بالتزام راسخ ومستمر" بتوفير منافع العلوم والتكنولوجيا للجميع، فضلًا عن تقديم الاستثمارات المناسبة في المراحل المناسبة.
وقال السيد شو دونيو: "دعونا نعمل معًا، يدًا بيد".
وقد افتتح مناقشة لجنة الخبراء وزير العلوم والابتكار والتكنولوجيا في المملكة المتحدة معالي السيد Andrew Griffith، حيث تحدث عن العقبات الماثلة أمام توفير الغذاء للسكان الآخذة أعدادهم في التزايد في خضم أزمة المناخ.
وقال معالي السيد Griffith: "بات التحرك حتميًا الآن أكثر من أي وقت مضى"، مشيرًا إلى أنّ حكومته التزمت بتحقيق تحول "جريء" في النظم الزراعية والغذائية.
وشاركت أيضًا في مناقشات لجنة الخبراء السيدة Beth Dunford، نائب رئيس مصرف التنمية الأفريقي، التي تحدثت عن ضرورة تصميم التكنولوجيات على نطاق واسع؛ والسيد David Ernest Silinde، نائب وزير الزراعة في تنزانيا، الذي أكّد أيضًا على ضرورة إتاحة التكنولوجيا والابتكار للجميع. وقال أيضًا إنه ينبغي للاستثمار في رأس المال البشري أن يضطلع بدور رئيسي.
عمل منظمة الأغذية والزراعة
ستطلق المنظمة خارطة طريق عالمية للتوصل في آنٍ معًا إلى بناء عالم خالٍ من الجوع بحلول عام 2030، من دون تجاوز عتبة درجة الحرارة المتمثلة في 1.5 درجات مئوية، وذلك في اجتماع الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ المقبل المنعقد في الإمارات العربية المتحدة.
وتقوم المنظمة بالفعل باستخدام التطبيقات المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والمصادر المتنوعة للبيانات والمعلومات العالية الجودة اللازمة لإيجاد حلول رقمية واسعة الأثر تعود بالفائدة على صغار المنتجين كما يجري أيضًا اعتماد الأدوات الرقمية التي أعدّتها المنظمة من أجل تحسين الإنذار المبكر والتنبؤ بالمخاطر والأمن البيولوجي وتدابير التخفيف من التهديدات الصحية ضمن نهج صحة واحدة.
وقد جرى تسليط الضوء على جميع تلك الأدوات في منتدى العلوم والابتكار لعام 2023 الذي انعقد مؤخرًا. حيث أشار المنتدى إلى ضرورة تكييف العلوم والتكنولوجيا والابتكار مع الظروف المحلية في جميع النظم الزراعية والغذائية الوطنية؛ وهناك حاجة ماسة إلى تبني مفهوم الشمولية وإبرام شراكات منصفة وإشراك الشباب والنساء والشعوب الأصلية في رسم معالم مستقبل النظم الزراعية والغذائية؛ كما شدّد على الحاجة الملحة إلى إرساء التعاون بين القطاعات بغية تحقيق التغير التحويلي.