روما- افتُتحت الدورة الرابعة والسبعون بعد المائة لمجلس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) يوم الاثنين حيث أكّد المدير العام السيد شو دونيو أنّ المنظمة في مكانة جيدة لدفع عجلة التقدم الذي يمثل ضرورة ملحّة لمواجهة التحديات الرئيسية التي يواجهها العالم اليوم.
وقال المدير العام في ملاحظاته الافتتاحية إنّ "المنظمة تعمل لصالح السكان الضعفاء"، مضيفًا أنّ المنظمة "تمتلك ميزة نسبية" في مجالات عدّة بدءًا من تلك المنبثقة عن اختصاصاتها الأساسية، مثل الأمن الغذائي والتغذوي وتحفيز الإنتاجية الزراعية، وصولًا إلى المجالات الأكثر تعقيدًا مثل تعزيز الاستدامة البيئية، والتخفيف من حدة آثار تغير المناخ والتكيف معه، وبناء القدرة على الصمود في صفوف السكان الضعفاء الذين تعصف بهم الصراعات.
وكان السيد شو دونيو قد افتتح دورة المجلس التي تعقد هذا الأسبوع مباشرة بعد قيادته لوفد المنظمة إلى الشق الرفيع المستوى الأول من الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دبي، الإمارات العربية المتحدة. وأشار إلى أنّ النظم الزراعية والغذائية تحتل بشكل متزايد مركز الصدارة في المؤتمرات الدولية بشأن المناخ وأكّد أن "النظم الزراعية والغذائية العالمية هي الحلّ المناخي" بفعل المنافع المتعددة التي يمكن أن تنشأ عن تحوّلها الفعّال والمستدام.
وشدّد المدير العام أيضًا على أهمية دعم "السياسات التي تمكّن من سدّ الفجوة في الاستثمارات لضمان زيادة التمويل المناخي وانتفاع من هم في أمس الحاجة بهذا التمويل، خاصة صغار المزارعين".
وقال السيد Hans Hoogeveen، الرئيس المستقل للمجلس إنّه "ثمة كارثة هائلة تتكشف أمام أعيننا، والفقراء هم الأكثر تضررًا. وتتبوّأ المنظمة مكانة فريدة لتقديم المساعدة"، وحثّ جميع المشاركين في المجلس على "تخطّي خلافاتنا". ووقف المجلس دقيقة صمت حدادًا على أرواح جميع ضحايا النزاعات وأعمال العنف.
وجدير بالذكر أنّ المجلس الذي ينعقد على مدى أسبوع كامل، وهو حجر الزاوية في حوكمة المنظمة، مكلّف بتحديد تفاصيل الأولويات المتعلقة بالميزانية حتى عام 2025 وسيناقش الوضع في غزة وتأثير الحرب في أوكرانيا، إلى جانب الصراعات الممتدة الأخرى في جميع أنحاء العالم، على الأمن الغذائي العالمي، وسيستعرض التقدم المحرز في مبادرة العمل يدًا بيد، إلى جانب المساهمات الطوعية في عمل المنظمة التي من المتوقع أن تبلغ 1.8 مليارات دولار أمريكي هذا العام، وهو ثاني أعلى مستوى لها منذ تأسيس المنظمة في عام 1945.
تسخير قوة الشباب
سلّط المدير العام السيد شو دونيو الضوء أيضًا على الإمكانات التي تنطوي عليها الإصلاحات الداخلية والاستراتيجيات الإدارية في المنظمة، في ما يتعلق بتمكين الشباب والمرأة، مشيرًا إلى أنّها "ليست خيارًا بل ضرورة" لتحويل النظم الزراعية والغذائية والتنمية الريفية المستدامة.
وأضاف "الشباب هم المستقبل، وعلينا الإصغاء إليهم، وليس تعليمهم فحسب". ثم أضاف "فهم يبعثون على التفاؤل".
وتسعى المنظمة إلى إنشاء مكتب جديد لشؤون الشباب والمرأة في المستقبل القريب، وهو الأوّل من نوعه في منظومة الأمم المتحدة، وقال السيد شو دونيو إنه سيُحدِث "ثورة" في مساعدة المنظمة على خدمة الأعضاء من خلال المشاركة على نحو منتظم أكثر في الأولويات والمبادرات العالمية الشاملة، على غرار ما ترتب على إنشاء مكتب الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الأقل نموًا والبلدان النامية غير الساحلية الذي أنشئ حديثًا من تأثيرات على مجالات الأولوية ذات الصلة.
وجدّد المدير العام دعوته إلى إحياء شبكة المكاتب اللامركزية للمنظمة، وهي قناة رئيسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الأفضليات الأربع.
وقال السيد شو دونيو إنّه خلافًا لبعض معايير التكنولوجيا، لا بدّ للزراعة أن تندرج في السياق الإقليمي لكي تؤدي الدور المنشود منها في الظروف المحلية.\
تعيين نائب مدير عام جديد
أعلن المدير العام أيضًا تعيين السيد Maurizio Martina، من إيطاليا، نائبًا للمدير العام، ليحل محلّ السيد Laurent Thomas، نائب المدير العام الذي بلغ سنّ التقاعد بعد أكثر من ثلاثين عامًا من الخدمة في المنظمة.
وكان السيد Martina، وهو وزير سابق للزراعة في إيطاليا، يعمل كمدير عام مساعد / كبير مستشاري المدير العام، ووصفه السيد شو دونيو بأنه مهنيّ ملتزم "كثير الفعل وقليل القول".
وأثنى سعادة السيد Bruno Archi، سفير إيطاليا لدى المنظمة ووكالات الأمم المتحدة التي توجد مقارها في روما، على هذا الخيار وأكّد من جديد التزام بلاده بتحقيق الأمن الغذائي في العالم. فقال سعادة السيد Archi "إنّ تعددية الأطراف هي السبيل الوحيد للمضي قدمًا. وإيطاليا شريك حقيقي".
وتشغل السيدة Maria Helena Semedo، من كابو فيردي، والسيدة Beth Bechdol، من الولايات المتحدة الأمريكية المنصبين الآخرين لنائب المدير العام.
يمكن الاطلاع هنا على النص الكامل لبيان المدير العام للمنظمة.